ألقى ديفيد وانغ، المدير التنفيذي لمجلس إدارة شركة هواوي ورئيس مجلس إدارة البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كلمةً رئيسية ألقى من خلالها الضوء على الدور المحوري لشبكات النطاق العريض فائق السرعة المتقدمة في تمهيد الطريق لعصر الذكاء الشامل، وذلك ضمن فعاليات افتتاح النسخة العاشرة من المنتدى العالمي لشبكات النطاق العريض فائق السرعة (2024 UBBF) الذي عقد مؤخراً في اسطنبول. وشارك وانغ مع الحاضرين في المنتدى رؤاه حول قطاع الذكاء الاصطناعي، مقدّماً توضيحاتٍ مهمّة حول استراتيجية هواوي للذكاء الشامل مع التأكيد على أهمية التعاون بين الصناعات المختلفة لتطوير تطبيقات عملية للذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية. كما اقترح خارطة طريق واضحة لكيفية اندماج شبكات النطاق العريض فائق السرعة مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، من أجل مساعدة القطاعات على تبنّي الحلول الذكية بشكل أسرع من خلال الابتكار التكنولوجي وحضانة الأعمال. حققت الثورة الصناعية الرابعة تقدماً سريعاً بفضل الذكاء الاصطناعي الذي أصبح محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي العالمي وبات يُستخدم بشكل أوسع على المستوى التجاري. وتتعدد تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتشمل شتى مجالات الحياة، بدءاً من الاستخدام الشخصي وصولاً إلى المؤسسات والشركات والمنازل الذكية، وهو ما يسبب تغييرات جذرية في العديد من الأسواق. علاوةً على ذلك، يعمل الذكاء الاصطناعي على دفع عجلة التطور في شبكات الاتصالات وترقيتها من حيث السعة وزمن الاستجابة والبنية. وفي كلمته، أشار وانغ إلى أن هواوي تواصل الابتكار من خلال التركيز على مجالين: UBB for AI (النطاق العريض فائق السرعة من أجل الذكاء الاصطناعي) وAI for UBB (الذكاء الاصطناعي من أجل النطاق العريض فائق السرعة)؛ حيث قال: "يعتمد الابتكار الذي نقوم به، تحت مظلة النطاق العريض فائق السرعة من أجل الذكاء الاصطناعي، على عرض النطاق الترددي الفائق، وزمن الاستجابة المنخفض، وبنية الشبكة. وتمهد التحسينات التي أجريناها في مجال سعة الشبكة الطريق لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة، مما يساهم في نمو أعمال شركات الاتصالات. وتُركز هذه الابتكارات أيضاً على الذكاء الاصطناعي من أجل النطاق العريض فائق السرعة، حيث نستثمر في الذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة شبكاتنا، وتسريع توفير الخدمات، وتبسيط تشغيل وصيانة الشبكة، الأمر الذي يساعد شركات الاتصالات على بناء شبكات ذاتية التشغيل بدرجة عالية". تهدف استراتيجية هواوي للذكاء الشامل، المدعومة بالبنية التحتية الرقمية المتقدمة ونماذج الذكاء الاصطناعي "بانجو" (Pangu)، إلى بناء عالم ذكي متكامل يتم فيه ربط جميع العمليات، ونمذجة كافة التطبيقات، وحوسبة جميع القرارات، ودفع عجلة التحول الذكي عبر مختلف القطاعات. وتتجلّى أهمية هذه الاستراتيجية بشكل خاص في مجال الاتصالات، حيث تعتمد حلول هواوي للذكاء الاصطناعي على شبكات النطاق العريض فائق السرعة، التي تم تطويرها من خلال مبادرتي "UBB for AI" و"AI for UBB" لتسهيل التحول الرقمي على مستوى القطاع. UBB for AI: تطوير عالي الجودة للذكاء الاصطناعي يدمج النطاق العريض فائق السرعة (UBB) من الجيل الخامس والنصف (5.5G) الابتكار التكنولوجي في طبقات الشبكة المتعددة لدعم متطلبات الذكاء الاصطناعي. فبالنسبة لشبكات مراكز البيانات، تقدم هواوي بنية Dragonfly+ وتقنيات DC-OXC الجديدة التي تساعد في بناء مراكز الحوسبة على نطاق واسع. أمّا فيما يخص ربط مراكز البيانات، فتستخدم هواوي عدداً من التقنيات المبتكرة مثل شبكات 800G والجدولة الذكية لتعزيز الكفاءة. في حين تستخدم هواوي شبكة OXC Mesh وتقنيات Wi-Fi 7 و50G PON من أجل السرعات العالية وخدمات المنازل الذكية. بالإضافة إلى ما سبق، تضمن شبكة Xinghe الذكية وشبكات ASON الهجينة المرونة والأمان عبر الشبكات. وتُحسّن هذه الابتكارات بشكل كبير من عرض النطاق الترددي، كما تعمل على تقليل زمن الاستجابة، وتعزيز التوافر وقدرات الشبكات على نطاق واسع، الأمر الذي يُعزز إمكانات شركات الاتصالات في هذا العالم الذكي سريع التطور. AI for UBB: بناء شبكات ذاتية التشغيل بدرجة عالية مع التطور التكنولوجي، تزداد شبكات النطاق العريض فائق السرعة حجماً، ويُفرض عليها التعامل مع سيناريوهات أكثر تعقيداً، مما يدفع شركات الاتصالات إلى البحث عن طرق جديدة لتحسين كفاءة تشغيل وصيانة الشبكة واستقلاليتها. ويُعتبر دمج الذكاء الاصطناعي مباشرة في الشبكات أحد الحلول الواعدة التي يتم اختبارها في الوقت الراهن. صممت هواوي بنية تشغيل وصيانة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لشبكات النطاق العريض فائق السرعة، والتي تستخدم التوائم الرقمية والنموذج الأساسي للاتصالات Telecom Foundation Model. تتيح هذه البنية إنشاء نوعين من التطبيقات: "مساعدو التشغيل" القائمون على الأدوار و"الوكلاء" القائمون على السيناريو، حيث تعمل هذه التطبيقات على أتمتة العمليات في الموقع، والصيانة والتحسين عن بُعد، وهو ما يُعد ضرورياً للتحول إلى شبكات القيادة الذاتية من المستوى 4 (ADNs). وقد حققت شركات الاتصالات التي اعتمدت على حلول شبكات القيادة الذاتية من هواوي قفزات نوعية في أدائها؛ إذ شهدت تحسناً ملحوظاً في تجربة المستخدم على مستوى الإنترنت المنزلي، وانخفاضاً في معدلات فقدان العملاء بنسبة 57%. كما تمكنت من تسريع عملية إعداد الشبكات بشكل كبير، حيث اختصرت الوقت اللازم لإعداد الشبكة من شهر كامل إلى يوم واحد فقط. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت هذه الحلول في اكتشاف وإصلاح أعطال الشبكة بشكل أسرع بنسبة 50%. في ختام كلمته، دعا وانغ قطاع شبكات النطاق العريض فائق السرعة إلى تسريع التحوّل نحو العصر الذكي من خلال دعم الابتكار في تقنيات النطاق العريض فائق السرعة (UBB) من الجيل الخامس والنصف (5.5G) لتعزيز القدرة التنافسية على المدى الطويل. كما دعا إلى تبنّي الخدمات الذكية الجديدة على مستوى القطاع، والاستفادة من قدرات الشبكات المتطورة، مؤكّداً أنّ الشراكات الجديدة وفرص العمل الواعدة في مجال الذكاء الاصطناعي ستفتح آفاقاً واسعة للنمو والابتكار والتحول الذكي.